المدينة المنورة - خميس الزهراني
شكل
تصميم وتنفيذ القباب للمسجد النبوي الشريف تحدياً للإنسان، وبعد نجاحه
فيها تحولـت في العهود الإسلامية إلى هدايا السلاطين للمساجد.
وقد حاز المسجد النبوي تحديداً على أجيال متتالية من قباب تسابق خلفاء و
أمراء على اختيار مكانـها وحجمها، حتى أتى العهد السعودي وأضاف لها سبعاً
وعشرين قبةً بمواصفات هيدروكهربائية.
وقال الدكتور عبدالباسط بدر مستشار مركز بحوث ودراسات بالمدينة
المنورة، إن المسجد النبوي لم يعرف القباب حتى منتصف القرن السابع الهجري
حتى جاء عصر السلطان قلاوون، وانتشرت بعدها القباب في القصور والبيوت.
وتتميز القباب الجديدة بمواصفات جمالية، فإن إمكاناتـها الميكانيكية
تسمح لها بالارتفاع فوق سطح المسجد لأكثر من ثلاثة أمتار مانحة صحة بيئية
لأعماق المسجد من خلال جلب هواء وضوء ينعشان المكان والإنسان.
وعن ذلك أكد عبدالواحد الحطاب مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام
بالرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، أن هذه القباب تفتح آلياً من خلال
غرفة التحكم، بحيث يتم المحافظة على الهواء البارد داخل المسجد، كما أكد
أن مساحة القباب من 18 إلى 18 متراً، وموضوعة على هيكل من الفولاذ، ومرصعة
بالأحجار الكريمة ومحفورة ومنقوشة بالأيدي.
وقد استوردت العمارة الإسلامية مفاهيم القبب من أمم سابقة ثم أعادت
صياغتـها حتى أصبحت فناً إسلامياً، بينما باتت أسقف المسجد النبوي متحفاً
معلـقاً في السماء، هو الأكبر من نوعه عالمياً.